الاثنين، 12 يناير 2015

مأساة القاهر



سنوات حرب الاستنزاف سنوات جهاد حقيقي في ظروف بالغة الصعوبة، من الأمانة أن نذكر شهداءنا وخسائرنا أيضا لنعرف حقيقة كلفة النصر الذي حققناه في أكتوبر المجيد.

- تحية إجلال لشهداء المدمرة المصرية القاهر التي أغرقتها الطائرات الإسرائيلية في ميناء برنيس أقصى حدودنا الجنوبية على البحر الأحمر وكان ذلك أول استخدام لطائرات الفانتوم  حيث لم يكن يُعتقد بإمكانية وصول هذه الطائرات إلى هناك والعودة إلى قواعدها. وهي أكبر خسارة تعرضت لها قواتنا البحرية خلال حرب الاستنزاف. وهذه المُدمرة هي شقيقة المدمرة الإسرائيلية إيلات التي أغرقتها قواتنا البحرية أمام بورسعيد- عام 1955م أعلنت بريطانيا عن بيع أربع مدمرات من طراز زد والتي شاركت في الحرب العالمية الثانية، حصلت مصر على إثنتان أطلقت عليهما القاهر والناصر، وحصلت إسرائيل على مدمرتان اطلقت عليهما إيلات ويافو وتم تسليم المدمرات بعد حرب عام 1956م. دمرنا نحن إيلات وبعدها أغرقت إسرائيل القاهر. وللقاهر حكاية حزينة فهي من القطع البحرية التي تم احتجازها في البحر الأحمر بعد غلق قناة السويس ورؤى استغلال تلك الفترة لإجراء عَمرة كاملة للمدمرة في الهند استغرقت حوالى العام وأعيد تسليحها بأسلحة حديثة وعادت وكأنها لا تنتمي لطرازها الأصلي، وبد أن رست في برنيس خالف قبطانها التعليمات وسمح بأجازات ميدانية لنحو 75% من طاقمها بينما التعليمات ألا تزيد الأجازات عن 25% فقط من الطاقم، ويأتي الحظ ليتعثر أحد جنود الحراسة وهو يُلقى العبوات المتفجرة في البحر للحماية من الضفادع البشرية وتقع العبوة في أحد فتحات السفينة مما يُحدث بها خرق في البدن، وتُبحر إليها سفينة إنزال من سفاجا مُحملة بالمعدات الهندسية والفنيون اللازمون لعملية الإصلاح ثم تقوم بالرباط مع القاهر ليتم تدميرها هي الأخرى أثناء الغارة الإسرائيلية. وقد أحيل قائد المدمرة للمحاكمة العسكرية.
-تحية إجلال لزملائي شهداء سفينة الإنزال التي كانت راكية على المثدمرة القاهر لعمل بعض اللحامات المطلوبة حيث دُمرت السفينة بالكامل بينما غرقت المُدمرة القاهر.
- تحية إجلال لشهداء كاسحة الألغام التي كانت راسية في ميناء الغردقة وتعرضت لهجوم من طائرات الفانتوم الإسرائيلية والتي دافعت باستبسال وأسقطت إحدى طائرات العدو واستشهد قبطانها.
- تحية إجلال للجندي المجهول الذي شارك في صناعة المجد دون ان يعرفه أحد. إنه الأولى بالاحترام والإجلال.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق