الخميس، 18 أغسطس 2016

التفسير العِلمي لنظرية الاحتمالات


هذا المقال موجه بصفة أساسية للطلاب والباحثين في عِلم الاقتصاد وفروعه المختلفة، والذين يستخدمون موضوعات عِلم الإحصاء، وبصفة خاصة التوزيعات الاحتمالية. فعلى مدى نصف قرن من الزمان درسنا وقمنا بتدريس نظرية الاحتمالات ونجحنا في حل أعقد المسائل، لكنى كنت أستشعر أن هناك شئ ما ناقص لفهم هذه النظريات، أولا ما هى فائدتها، ثانياً كيف يُدرك الذهن مفاهيمها الخاصة. قد يكون للانحراف الحديث بعِلم الاقتصاد إلى التحليل الرياضي وابتعاده حتى عن المفاهيم الأساسية سبباً لذلك.

المنهج في الاقتصاد الحديث


يموج الاقتصاد الحديث بالعديد من الاتجاهات الاقتصادية والمدارس الفكرية الهامة، بمعنى أنه إذا كانت هناك سيادة لإحدى المدارس فإن ذلك لا يعنى اختفاء المدارس الأخرى. وسوف نحاول هنا استعراض ثلاث مدارس هامة هي: المدرسة الكينزية، والمدرسة المؤسسية، والمدرسة النقودية، لأن الاتجاهات الأخرى لا تمثل مدارس في حقيقة الأمر ثم ما هي إلا تكرار لبعض الأفكار القديمة، ومثال ذلك ما يعرف بالحرية الجديدة التي قال بها الاقتصادي النمساوي فون هايك.

اللاحتمية والمنهج عند النُقاد


تعرضت أفكار الكلاسيك للكثير من النقد، ويُمكن التمييز في هذا المجال بين ثلاث مجموعات من نُقْاد المدرسة الكلاسيكية، البعض منها كان ذو تأثير هامشي، والبعض الآخر كان ذو تأثير جوهري. واستمرار لنفس منهجية العمل في هذه الدراسة سوف يتم التركيز هنا على التطور في منهج البحث العِلمي مع الاكتفاء بالإشارة فقط إلى موضوعات العِلم. فعلى أيدي هؤلاء النُقْاد تمت أهم عملية تغيير في منهج عِلم الاقتصاد من الضرورة الحتمية إلى الاحتمال الموضوعي. المجموعة الأولى من النُقاد تضم المدرسة الرومانسية الألمانية ذات التأثير الهامشي، والمجموعة الثانية تضم الاشتراكيين الخياليين أو التعاونيين ذات التأثير في الجانب الاجتماعي من العِلم، والمجموعة الثالثة تضم المدرسة التاريخية.

اللاحتمية والمنهج عند - النيو كلاسيك


تبلورت مدرسة النيو كلاسيك في النصف الثاني من القرن التاسع عشر على يد الفريد مارشال رغم أن بداياتها كانت في منتصف القرن الثامن عشر إي أن بنائها استغرق نحو مائة عام. ورغم أن هذه التسمية تُعطي انطباعاً بأنها تطوير لأعمال الكلاسيك إلا أن واقع الأمر يُفضي إلى أنها جاءت على خلاف كبير مع أعمال المدرسة الكلاسيكية في الاقتصاد. نجد بداية النيوكلاسيك في فرنسا عند أنطوان أوغسطين كورنو A.Augustine Cournot (1801- 1877م)، وجان باتيست ساى Jean Batiste Say (1767- 1832م)، وفي ألمانيا جوهان هنريك فون ثونن Johan Heinrich Von Thuen (1783- 1850م)،  وفي إنجلترا سينيور

الحتمية والمنهج عند الكلاسيك


بعد مدرسة التجاريين ظهر مجموعة من المفكرين أكثر انضباطا في استخدام منهج البحث العِلمي عند تحليل الظواهر الاقتصادية، وإليهم يعود الفضل في وضع الأفكار الاقتصادية على طريقها الصحيح نحو تأسيس عِلم الاقتصاد السياسي كعِلم مستقل. ويُمكن التمييز داخل هؤلاء المفكرين بين الرواد الإنجليز والرواد الفرنسيين حيث أسهم كل منهما بإضافات متميزة سواء في مجال الأفكار والنظريات أو في مجال منهج البحث العِلمي.

المنهج قبل نشأة عِلم الاقتصاد


من المعروف أن نشأة عِلم الاقتصاد في القرن السابع عشر لا تَعني أنه لم تكن هناك أفكار اقتصادية قبل ذلك التاريخ، فقد تناول المفكرون الأوائل العديد من هذه الأفكار الاقتصادية في إطار العلوم التي كانت سائدة في ذلك الوقت وهي علوم الفلسفة والتاريخ. ويُمكن تتبع المنهج الذي استخدمه هؤلاء المفكرون من خلال دراسة لأعمال أفلاطون وأرسطو، ثم دراسة لنموذج مدرسي لسان توماس الاكويني، ونختتم بدراسة لأفكار التجاريين.

الاستنباط والاستقراء


شهدت منهجية دراسة علم الاقتصاد تطوراً كبيراً، وتأثرت أيضاً بمجمل المناخ العِلمي الذي كان يسود في العلوم الطبيعية. وقبل نشأة علم الاقتصاد نجد أن كل من أفلاطون وأرسطو يُخضِع أحكامه للأخلاق والفلسفة والسياسة، وفي العصور الوسطى نجد أن توماس الإكويني لم يستطع أن يتخلص من فلسفته الميتافيزيقة اللاهوتية بالرغم من أنه حاول التوفيق بينها وبين واقع عصره. وكان التجاريين من الناحية المنهجية ما يزالون تواقين للإبقاء على العنصر المعياري .

رحلة العلوم إلى اللا حتمية


هل يُمكن أن يتصور أحد انهيار هذا البناء الضخم المُحكَم للحتمية العِلمية والذي رفض منح القوانين والنظريات صفة العِلمية ما لم تكن حتمية؟ هذا البناء الذي استغرق نحو قرنين من الزمان ليكتمل بناؤه على يد كبار المفكرين من العُلماء والفلاسفة. في الواقع تأتي الإجابة التاريخية على السؤال بنعم. ولكن كيف حدث ذلك وهل تم بين يوم وليلة؟ تقديم الإجابة على ذلك السؤال تستلزم الخوض قليلاً في معرفة أهم النظريات العِلمية الحديثة التي تأسست عليها الفيزياء الحديثة المُشيدة على الاحتمال واللا حتم.

رحلة العلوم إلى الحتمية اليقين الحتمي


اجتاز الإنسان رحلة طويلة في محاولاته الدؤوب لتفسير الظواهر المحيطة به. هذه الرحلة مرت بمنعطفات عديدة على مر التاريخ توصل خلالها الإنسان إلى العديد من النتائج. وهذه الرحلة الطويلة أيضاً إنما تدل على القدرة الإنسانية الخارقة في محاولة تفسير الظواهر الطبيعية المحيطة، كما أنها تدل على مدى انعكاس المناخ الفكري العام السائد في المجتمع على أسلوب تفكير العلماء. وقد استخدم الإنسان خلال فترة الحضارات الأولى مناهج للتفكير انتشرت على يد فلاسفة ذلك الزمان حيث لم تكن العلوم قد تبلورت بعد في شكلها الذي نعرفه بها الآن.

الوحدة والتعدد في العلوم والمناهج


في الدراسة المنهجية للعلوم الإنسانية بشكل عام والعلوم الاقتصادية بشكل خاص نتبين أننا أمام منهجان رئيسيان ترجع أصولهما إلى الخلاف بين النظرة المثالية في عملية المعرفة وبين النظرة المادية. فبينما يبدأ البحث لدى أنصار النظرة المثالية في تصور ذهني في العقل متجهة إلى المادة فإنه يبدأ لدى أنصار النظرة المادية من المادة متجهة إلى العقل، ويُطلق على العمليات التي تتم في الذهن متجهة إلى الواقع لتفسيره "الاستنباط" Deduction   وهو في الأساس منهج الرياضيين والقانونيين الذين يبدؤون من العام وصولاً إلى الجزئي الخاص، ويُطلق على العمليات التي تتم على الواقع لاختباره "الاستقراء" Induction   وهو في الأساس منهج الفيزيائيين والكيميائيين الذين يبدؤون من الجزئي الخاص وصولاً للعام.

الخميس، 11 أغسطس 2016

المياه بين الثمن والقيمة ... وموقف المنظمات الدولية


يعتقد البعض خطأً أن المياه لم تدخل دائرة عِلم الاقتصاد إلا حديثاً وخاصة بعد ظهور أزمات الجفاف والمجاعات في العالم, وفي الواقع فإنه يُمكن النظر إلى هذه القضية من جانبين: يتمثل الجانب الأول في تناول المياه كأحد عناصر الإنتاج الزراعي الرئيسية وهو ما تناوله عِلم الاقتصاد بالبحث منذ فترة طويلة من خلال نظرية الإنتاج أو من خلال أسواق عناصر الإنتاج ومستلزماته.

جاليليو جاليلي ... محاولة التوفيق بين الدين والعلم


 العالم الجليل جاليليو جاليلي كان على شفا المحرقة ، الذي عاصر حرق برونو وحاول أن يجد صيغة يتعايش فيها مع العِلم دون استثارة الكنيسة، فعندما رفع شعار العِلم كان حريصاً أن لا يرفع بجواره شعار معاداة الكنيسة، ورغم ذلك حكمت عليه محكمة التفتيش بالسجن ، وبحرق مؤلفاته التي يؤيد فيها نظرية كوبرنيكس القائلة بدوران الأرض.

جوردانو برونو ... الدعوة لنظرية كوبرنيكس = الموت حرقاً


مصلح ديني ورجل مستنير ومؤيد للعلم ومنهجه، ومُعارض للكاثوليكية فكان من الطبيعيى أن يكون جزاؤه الموت حرقاً ذلك هو جوردانو برونو، فقد أحرقت الكنيسة الكاثوليكية جوردانو برونو في ميدان الأزهار "كاميو دي فيوري" بروما في 17 فبراير 1600م . بعد أن أدانته محكمة التفتيش بالتهم التالية:

نيكولاس كوبرنيكوس ... أفلت من الموت حرقاً


نيكولاس كوبرنيكس الذي أفلت من الموت حرقاً على الرغم من أن هناك من أحرقوا فعلاً بسبب الترويج لآرائه ونظرياته , قصة يجب أن نعرفها.

جيرولامو سافونارولا ... مُعارض من داخل الكنيسة



يموج عصر النهضة في أوروبا بتيارات التناقض العنيف بين قديم متخلف يتمسك بأهداب الماضي ويتسلح بكهنوت الدين، وبين حديث متقدم يستشرف المستقبل ويتسلح بمنطق العِلم، وقد استغرق ذلك التناقض العنيف والصراع نحو ثلاثة قرون. كانت البداية للإصلاح من داخل الكنيسة وعلى يد راهب كاثوليكي ومصلح ديني منغلق على نفسه، وفي نفس الوقت معادي للعلم ومنهجه بنفس حماس معاداته لفساد الكنيسة، ومع ذلك كان مصيره الحرق ذلك هو الراهب جيرولامو سافونارولا

الخميس، 4 أغسطس 2016

النمط المصري للإنتاج والاقتصاد التبعي



هناك العديد من الدراسات التي اهتمت بدراسة نمط الإنتاج المصري، والتي انقسمت إلى فريقين: واحد يجتهد في إثبات أن نمط الإنتاج الإقطاعي كان هو النمط السائد، وآخر يجتهد في إثبات أن نمط الإنتاج الرأسمالي هو الذي كان سائداً. وقد يرجع السبب في ذلك إلى أن هؤلاء الباحثين استخدموا في عملهم أسلوب القياس على مجتمعات أخرى، وبالتالي عدم الانتباه الكافي لتباين التطور الاجتماعي بين المجتمعات الإنسانية وبعضها البعض. أحاول هنا دراسة هذا الموضوع كـ (مُعطى)، أي دراسة الوضع على ما هو عليه دون أية اسقاطات مُسبقة. وذلك من خلال المعطيات المتوفرة والمراجع الخاصة بتلك الفترة.