السبت، 7 فبراير 2015

هل تعلم : أن إسماعيل صدقى رحب بالمال الأجنبي متى جاء مُعمِراً لا مُستعمراً

إسماعيل صدقييُعَد المؤتمر الاقتصادي الأول المشمول بالرعاية الملكية السامية والمنعقد بدار الجمعية الجغرافية الملكية بالقاهرة خلال الفترة (18 - 21 إبريل 1946م) والذي نظمه نادي التجارة الملكي تحت الرئاسة الفخرية لحضرة صاحب الدولة إسماعيل صدقي باشا أول مؤتمر عِلمي يعقده الاقتصاديون المصريون بغرض مناقشة أثر الأوضاع العالمية الجديدة بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، وتوقيع اتفاقية بريتون وودز الخاصة بإنشاء البنك الدولي للإنشاء والتعمير وصندوق النقد الدولي



وقد جاء في خطبة افتتاح هذا المؤتمر التي ألقاها حضرة صاحب العِزة عبد الله فكري أباظه بك”... طالما شغلتنا السياسة وتقلباتها عن وضع الخطط العملية لتدعيم اقتصادنا القومي وتوانينا عن توجيه سياستنا الإنتاجية في كنف الاستقلال... ولم نكد نتولى الزمام تدريجيا حتى فاجأتنا الحرب الأخيرة واضطررنا بحكم واجبات التحالف إلى تسيير اقتصادنا الأهلي في شتى مرافقنا الزراعية والصناعية والتجارية والمالية وفق ما أملته علينا تلك الواجبات... أما وقد عاود السلام العالم وأصبح من حق كل أمة أن توجه سياستها الإنشائية إلى ما يُحقق خير أهلها ورفاهيتهم مع المساهمة في التعاون الدولي للخير العالمي المشترك، أصبح لزاما علينا حكومة وشعبا أن نحدد أهدافنا الاقتصادية وأن نجعلها لنا دستورا دائما نتكاتف جميعا على تحقيقه... كما نعمل على الخروج عن الارتجال أو السياسات الحزبية التي كثيرا ما تخطئ الأهداف وإن أغرت بظواهر الوسائل وطلاوة الوعود وحلاوة الألفاظ. نريد أن يقترن استقلالنا السياسي الكامل باستقلال اقتصادي وطيد الأركان ثابت الدعائم... وتجري مناقشة البحوث المقدمة على الأسس الديمقراطية الحديثة، والعناية بالغالبية العظمى من سواد الشعب والطبقات الفقيرة والعاملة، ومحاربة الأعداء الثلاثة (الفقر والجهل والمرض)، وتمصير مرافقنا المالية... وحين نقول بتمصير مرافقنا فإننا نعني وجوب أن نكون أصحاب السيادة في توجيه اقتصادنا لخير بلدنا دون تعسف أو شطط أو تطرف ضار بمصالحنا قبل إضراره بغيرنا، مع ترحيبنا بكل تعاون صالح من أصدقائنا الأجانب وضيوفنا بالمال والمعدات والرجال متى جاء مالهم مُعمراً لا مُستعمراً وجهدهم متعاوناً معنا لا مسيطراً علينا. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق