من المعروف أن المدرسة كتاب والجامعة مكتبة،
بمعنى أن هناك كتاب موحد لكل أبناء الوطن في مرحلة التعليم الإلزامي مما يساعد على
تحقيق نوع من الوحدة والإنسجام بين أبناء الوطن الواحد، وتسهيل التقارب بين
الثقافات المتعددة داخل الوطن. والشخصية العلمية للطالب تتشكل خلال المرحلة
الجامعية بقيامه بالبحث عن المادة العلمية للموضوع محل الدراسة من مصادر متعددة
ليس من الضروري أن يكون من بينها أستاذ المادة.
وبعد انفجار ثورة المعلومات
والاتصالات استعان بها الطلاب النابهين من أبناء الوطن في مرحلة المدرسة ليبدأ
تشكل الشخصية العلمية مبكرا. هذا الوضع خلق تمايزا بين غالبية الطلاب الذين
استسلموا لحالة الإحباط العام وبين من يحفرون في الصخر من أجل العلم. هؤلاء
النبهاء من الطلاب وضعوا عدد كبير من أعضاء هيئة التدريس في وضع حرج وأصبحوا لا
يملكون إجابات شافية على تساؤلات الطلاب.
هذه
المقدمة أراها ضرورية لإعادة التأكيد على أن القسم العلمي مكتبة وسيمينار –
المكتبة تم حلها تقريبا بالإنترنت لكن وجودها لا يزال ضروريا وفقا لظروف مجتمعنا
لذلك يجب تعزيزه بالجهود الذاتية من قبل أعضاء هيئة التدريس بالتبرع بما يملكون من
مكتباتهم الخاصة من كتب أصبحوا لا يستخدمونها الآن ودي مش محتاجة لميزانية خاصة من
الدولة – وبصفة خاصة بالنسبة للأساتذة من كبار السن بدلا من أن يتخلص منها الورثة
بعد عمر طويل ببيعها بالكيلوجرام. أما السيمينار فكيف يقبل البعض على أنفسهم أن
يكتبوا في سجلاتهم ساعات لا يقومون بها إذا كنتم لا تقرأون فعلى الأقل اسمعوا كيف يكون هناك قسم علمي لا توجد به حلقات نقاش
علمية كيف يتعلم الطلاب النقاش العلمي بعد أن حولوا السيمينار إلى موضوع يلقيه
طلاب الدراسات العليا ويتبارى الأساتذة بالاستعراض النقدي- يا سادة يا كرام
معلوماتي الضئيلة تملك حصرا لأقسام علمية لم تشهد سيمينارا واحدا في تاريخها هل
يرضي أحد هذا الوضع. ندائي اليوم ان يحقق كل قسم علمي قيمته الذاتية بوجود (مكتبة
وسيمينار) وإلا تبقى البلد خرابة ودي مش عايزة ميزانية من الدولة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق