أطرح هنا العلاقة ما ين العلوم النظرية والعلوم
التطبيقية لنفهم خطورة وخطأ الشعار الذي يتم ترويجه وهو (ضرورة أن تتجه البحوث
الجامعية لما يخدم المجتمع المحيط بالجامعة).
كان الفصل الحاد بين العلوم النظرية والعلوم
التطبيقية سائدا بين العلماء طوال القرن التاسع عشر وحتى منتصف القرن العشرون،
فالنظرية لا يثبت صدقها إلا بعد تطبيقها وبذلك تعود مرة أخرى ليتم تعديلها وهكذا
تستمر عملية التغذية المرتدة بين النظرية والتطبيق أي بين النظرية والواقع.
أما
أستاذ الجامعة هو دالة لمتغيرين داخليين أساسيين ومتغيرات أخرى خارجية- المتغيرين
الداخليين اتحدث عنها لأننا جميعا نشترك فيها واترك المتغيرات الخارجية لحديث آخر.
المتغير الأول هو تدريس الموضوعات العلمية المتعلقة بالتخصص والمتغير
الثاني هو البحث العلمي الأكاديمي الذي يضيف الكثير للمتغير الأول. بالنسبة
للمتغير الأول نوجه لأنفسنا سؤال واحد ماذا أضفت من موضوعات علمية جديدة
لطلابك خلال السنوات الخمس الأخيرة،؟ والسؤال الثاني ماذا تعرف عن
الموضوعات التي حصل على أساسها علماء نوبل على الجائزة في مجال تخصصك؟ هذه الأسئلة
لا تحتاج إلى ميزانية للإجابة عليها.
إذا كنا
جادين في رفع انتاجنا العلمي فعلينا بالمتابعة الدائمة والمستمرة لما يحدث من تطور
في موضوعات تخصصنا على مستوى العالم. المتغير الثاني وهو البحث العلمي أقول إذا
كان قانون الجامعات يشترط لمنح درجة الدكتوراه التوصل لنتائج علمية جديدة فما
بالنا ببحوث يتقدم بها أعضاء هيئة التدريس للترقية أقول لكل أستاذ مساعد راجع
بحوثك واستخرج منها بحثان فقط تعتقد أن بهما إضافات علمية وأطلب من الأساتذة
استخرج ثلاثة بحوث بالإضافة للبحثان لا تدع أحد يقيمهم لك قم أنت بتقييمهم وفقا
للمعايير العلمية العالمية. أما ما هي الاضافات العلمية فسيكون موضوعي التالي- حتى
لا تتحول الجامعة إلى خرابة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق